قلم : عبدالرحمن العيسى
في الحقيقة أصاب الرمية من سواد الثغرة كما يقولون، برنامج الصندوق الأسود عاد الى اساسيات التقديم الإعلامي البسيط، مساحة كبيرة للحوار البناء والنقاش والسرد من دون مقاطعة ومن دون زحمة إعلانات ومن دون «تمثيل» بايخ ليس له داع مع احترام الضيف بغضّ النظر عن الاختلاف في الرؤى، والشيء الذي حببني في البرنامج هو شجاعة المذيع في الاعتذار لو قدمت معلومات او تواريخ خاطئة او ترتيب غير موفق للأحداث، يكون هناك اعتذار واستدراك للخطأ غير المقصود، وهذا أعطى للبرنامج مصداقية كبيرة واعتقد هذا الذي رفع من اسهم البرنامج وجعله حديث الساحة الكويتية والدواوين في الأسابيع القليلة الماضية.
من الواضح من ردود أفعال الكثير من الاعلاميين والكتاب في الصحف ان الشعب الكويتي اطلع على معلومات حول احداث ما قبل الغزو لم يكن على علم بها، خصوصا لو علمت ان اغلب الجمهور امام التلفاز هذه الأيام هو من جيل الثمانينيات والتسعينيات الذي لم يعاصر فترة الستينيات والسبعينيات التي كانت زاخرة بالاحداث ابتداء من استقلال الكويت مرورا بالتجربة الديموقراطية وغيرها، نرجو ان يستمر هذا النهج في سرد تاريخ الكويت على لسان من عاش تلك التجربة، وأرجو ان يقتدي تلفزيون الدولة الرسمي بمثل هذه المواهب وان تكون هناك شجاعة القرار لعمل مثل هذه الوثائقيات خصوصا مع كادر إعلامي ضخم ذي خبرة، ونحن من اقدم الدول العربية في التجربية الإعلامية، الامر يحتاج فقط الى شجاعة القرار السياسي.
من زاوية اخرى، يجب الا ننسى ان «القبس» بهذا المشروع الجبار قد تحولت الى ما يشبه «نتفلكس» عربية بنكهة سياسية، اعتقد ان هذه التجربة غير مسبوقة من قبل في اي قناة عربية اخرى، يبدو ان «القبس» اخذت على عاتقها مشروع أرشفة تاريخ العرب السياسي ابتداء من الكويت، وهذا سيفتح الباب لسباق إعلامي فاخر لتقوم قنوات منافسة بمثل ما قامت به «القبس»، في النهاية «القبس» وعمار تقيوفريقه والصندوق الأسود هذا كله إعلام كويتي نفتخر به «ويرفع الرأس» حقيقة وسط هذا المحيط الإعلامي الصاخب الذي تحول الى حرب عشواء وضجيج عال من دون فائدة للمشاهد ومن دون اتزان، شكرا «القبس» شكرا عمار تقي ومن معه، وفي الختام سلام.