بقلم : حمد بدر الأذينة
شاهدت سلسلة حلقات د ..عبدالله النفيسي في الصندوق الأسود، وانتظرت حتى تم الإعلان عن برنامج «مع النفيسي»، جذبني الدكتور عبدالله النفيسي بأسلوبه وطرحه، والفكر السياسي الممزوج مع المبادئ الدينية، وسجلت إعجابي بهذه الشخصية.
لكن ما شد انتباهي بشكل أكبر هو أسلوب المضيف المتميز عمار تقي.
إن إدارة الحوارات فن يكتسب ولا أعتقد أنه يدرس، فبرأيي هي ملكة لا يمكن أن تتوافر في أي مذيع أو محاور، وقد امتاز هذا الشاب الطموح باقتناص الضيوف، والتحضير المسبق لكل شخصية ودراسة دقيقة وحثيثة حتى يكاد أن يكون متخصصا في الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي لدرجة أنك لا تعلم ما هو تخصص هذا المذيع الطموح، وجدت فيه سرعة البديهة وتوجيه الضيف إلى النقطة التي يسعى إليها بوعبدالعزيز دون توقف، فيأتي لتوجيه سؤال لينتظر الإجابة ويكون ضمن السرد النقطة التي استهدفها عمار ببعد نظر، ليلقي عبارته أمام ضيفه «هذه الإجابة تجرني إلى سؤال آخر ليش؟».
لاحظت الانسجام غير العادي بين د.النفيسي وعمار، لاسيما أن د.النفيسي دائما ما يحرص على قبول الظهور مع المذيعين وليس أي مذيعين، يبحث عن مذيع لديه فكر واستيعاب، ومواكب لأهم الوقفات والأحداث بحسب محاور اللقاء، كما تلاحظ ذلك من طريقة طرحه ومعيار جرأته في الطرح، لكن مع عمار أعتقد أن النفيسي وجد نفسه كأنما يحاور عقله، وذلك لوجود الانسجام و«هارموني» غير مسبوق بين الطرفين، مما نتج عنه هذه المادة القيمة التي سيحفظها أرشيف «القبس» وأرشيف اللقاءات السياسية، والتي أعتقد أنها ستكون مرجعا في السنوات المقبلة.
إنه من النادر أن يكون هذا التوافق خصوصا بين جيلين مختلفين تماما، إلا أن السر وراء هذا الانسجام هو الاطلاع والقراءة، ومتابعة الأحداث والتاريخ، لاسيما التحضير المسبق من الرسام عمار، الذي يحرص على اختيار فرشاته، وألوانه، وتوفير الأجواء، ليرسم بيده لقاء يحتوي على مادة دسمة، لتظهر بالنهاية رسمة تتمنى أن تعلق في متحف اللوفر.
كل التمنيات للطموح عمار بالتوفيق والسداد.